التخفي وكسر قيود الانترنت

لا أحد يحب قيوده ولو كانت من ذهب

مقدمة

كَثرة هي الدول التي باتَت ترى ان العالم الرقمي لم يعد لعبة و تجاوز حدود الافتراضية و أصبح يشكل خطراً على انظمتها السياسية والاقتصادية والبيئة الاجتماعية … لذلك سعت ولازالت تحاول التحكم في ما يمكن لشعوب هذه الدُول الوصول اليه من مواقع ومحتوى على شبكة الانترنت.

كما أن بعض المؤسسات الخاصة من مكتبات ومدارس … اتبعت نفس هذا النهج وباتت تحُرم ما تراه غير متوافق مع أهدافها أو سياستها وكذا ديانتها.

تختلف طرق تنفيذ هذه الرقابة فبعض الدول والجهات تستخدم قوائم سوداء تتضمن لائحة بأسماء نطاقات المواقع التي تراها ذات محتوى غير مناسب. كما تحجب بعض الأنظمة الاخرى مفردات معينة و تمنع اي محتوى يتضمن هذه المفردات.

في أغلب الأحيان يمكن تجاوز هذه الرقابة عن طريق استخدم التمويه لاختفاء محتوى معيين أو باستخدام الخوادم الوسيطة (البروكسي).

 البروكسي: هوا خادم (سيرفر) خارج بلدك وبالتالي هوا لا يتأثر بالرقابة المفروضة عليه، ينوب عليك في طلب المحتوى المحجوب ثم تمريره اليك بكل شفافية.

مفهوم الحجب 

إن العديد من الدول تمارس الحجب على شبكة الإنترنت سواء في سرية تامة أو بالإفصاح عن ذلك ونشر قوائم تتضن النطاقات المحجوبة.

ومن الطبيعي أن الدول التي تتطبق سياسة الحجب تمنع  المواطنين أيضا من الوصول اليها بطرق غير مباشرة مثل التي سنتطرق لها في هذا الدرس. لذلك ارجوا أن لا يكون عنوان هذا الدرس اصلا ضمن تلك القوائم السوداء التي تكلمنا عنها.

كما اريد ان أنوه الى أن هذا الدرس وجميع الاساليب المذكورة فيه قانونية طبقا للمادة 19 من الاعلان العالمي لحقوق الانسان و التي تنص على حق كل إنسان في ” استقاء الأنباء و الأفكار و إذاعتها بأي وسيلة كانت ”

رغم المادة الصريحة التي تنص على حرية الابحار عبر الويب، أثبتت دراسات قامت بها “شبكة مراسلون بلا حدود” أن دُولا عديدة تحجب أنواعا مختلفة من المحتوى الاجتماعي والسياسة أو ما تَعده يمس بالأمن القومي لتلك الدول، وذلك دون نشر قوائم محددة للمحتوى المحجوب و دون الاعتراف بحجبها لهذه المواقع أيضا. كما بينت الدراسة أن الدول التي تمارس سياسة الحجب باتت في تزايد   مستمر مع تضخم كم البيانات المحجوبة.

كردة فعل كثُر الحديث حول أدوات تجاوز الحجب و الاساليب الفعالة، وبات التنافس مُحتد بين المبرمجين على تطوير وتحسين هذه الخدمات. و لفهم مبدأ عمل هذه الأدوات علينا أولا فهم أساليب الرقابة والحجب و عمل شبكة الانترنت.

الاتصال بالإنترنت 

علينا العلم ان الاتصال بشبكة الانترنت يتم بواسطة خوادم توفرها شركة مقدم الخدمة التي نتعامل معها. هاته الأخيرة تميز كل زبون عن غيره بواسطة عناوين محددة تعرف بـ “أي بي أدرس“ أي ان كل جهاز متصل بالنت لديه عنوان خاص يمزه يكون ثابت خلال كل جلسة عمل ولأن توزيع هذه العناوين يكون مرتبط بالأقاليم الجغرافية فإن كل من يمكنه الوصول الى العنوان الخاص بك يمكنه تحديد موقعك بسهولة وبدقة معقولة، أي ان شركة مقدم الخدمة يمكنها معرفة هوية البيانات المتبادلة عبر خوادمها.

حجب المواقع على الانترنت 

إن عملية الاتصال بموقع ما تتلخص في طلب يرسله الحاسوب الخاص بك الى مقدم الخدمة الذي تتعامل معه طالبا ايصاله الى خادم الموقع      المطلوب والمعروف بالعنوان (إسم النطاق) المخصص له في حال وجود رقابة على الشبكة سيتم اعتراض هذا الطلب ومطابقة العنوان المطلوب مع القوائم السوداء المخزنة في سيرفرات مقدم الخدمة، في حالة عدم وجود تطابق سيتابع الطلب مساره مرورا بعديد العُقد و الحواجز الى غاية الوصول الى المصدر والعودة مرفقا بالحزمة المطلوبة، أما في حالة وجود تطابق فإن مقدم الخدمة يمنع هذا الطلب من مواصلة مساره وبالتالي يتمإجهاض العملية ولن يتم الوصول الى المحتوى المطلوب.

في بعض الحالات المتقدمة تفحص بعض البرمجيات محتوى الرد العائد من خادم الموقع المطلوب وتقرر بناءً على عملية الفحص والفلترة ان كان المحتوى ممنوعا أو مسموحا.

بعض الدول والجهات تمارس الرقابة بشفافية فتعرض رسالة للمستخدم تبلغه أن العنوان أو المحتوى المطلوب محجوب مع تقديم تبرير في بعض الأحيان يُبين سبب و تاريخ الحجب.

أما بعض الجهات الأخرى لا تعمل بهذه الاستراتيجية   مع جميع المواقع فتعرض للمستخدم في بعض الاحيان رسائل وهمية مفادها أن الموقع المطلوب في حالة صيانة أو أنه غير متوفر على الشبكة …..

ألية تجاوز الحجب 

في بعض الاحيان ستجد نفسك  عاجزا للوصول الى محتوى مهم جدا بالنسبة لك على الشبكة كونهُ محجوب سواءً من طرف مقدم الخدمة التابع له أو على مستوى المنطقة الجغرافية في كل من الحالتين ستضطر الى استخدام خدوم وسيط متواجد في منطقة جغرافية أو شركة ما بعيدة عن الحجب لكي ينوب عليك في طلب المحتوي وايصاله إليك بكل شفافية و أمان.

في هذه الحالة يكون في وجهة نظر مقدم الخدمة أنك تتصل بحاسوب ثاني على الشبكة ذو عنوان غير محجوب لذلك لن تكون هناك اي مشكلة مع القوائم السوداء والفلاتر، لكن بسبب تطور خوارزميات الفلترة والتحليل فسيتم كشف دور هذا  الحاسوب واتهامه بالوساطة وبينك وبين موقع محجوب على الشبكة وبالتالي ضم عنوان هذا الأخير الى القائمة السوداء ولن تتمكن من استخدامه مجددا.

لهذا فإن مطوري نُظم تجاوز الحجب يُعطوننَا مسلكين يجب علينا اتباع احدِهما أو كلاهماَ:

• الوُسطاء الخفيِين: وهي الخوادم الوسيطة التي لا يُعلن عليها ويتم تغيير اسمائها وعناوينها دوريا وكذا تحذف من سجلات التصفح وجلسات العمل  فيكون أمر اكتشافها صعبا.
• الوسطاء المستهلكين: وهي الخوادم التي يمكن الاستغناء عنها بسرعة فور اكتشافها وتكون دورة  حياتها قصيرة جداً تتلخص في تمَكين المستخدم من الوصول الى المحتوى المحجوب ولو لمرة واحدة فقط.

في النهاية طالما كان بوسعك الاتصال بخادم وسيط وأمن سواء بداعي التخفي على الشبكة أو لجب المحتوى المحجوب   الذي تريده فكل ما عليك هوا تمرير الطلب الى وسيط بواسطة تطبيق الانترنت الملائم والاعدادات اللازمة أما باقي الأمور فسيتكفل بها الوسيط.

نصيحة: في الحلات الخطيرة والحرجة أنصح باستخدام أكثر من وسيط واحد وذلك لتقليل فرص كشف الهوية وتتبع البيانات.

خوادم وسيطة مجانية وأمنة

طبعا اعلم أنك تتساءل عن مصدر هذه الخوادم لذلك يسرني أن أقدم لك بعض السيرفرات الوسيطة العمومية الأمنةوالمجانية ! القادرة على تجاوز أي حجب على الشبكة بفضل التحديث الدائم لها وتغيير عناوينها باستمرار، لذلك انصحك دائما بالحصول على أخر الإصدارة والتحديثات الخاصة بها.

Hotspot Shield :  خادم وسيط عمومي أمن، يتطلب استخدامه تنصيب تطبيق خاص به يمكن تحميله مجانا من موقع الشركة المطورة، يلاحظ أن الشركة تعمد على الاعلانات كمصدر دخل لها لذلك ستظهر العديد من الاعلانات في قوائم المتصفح خلال فترت استخدامك للبرنامج.

YourFreeDom :  خادم خاص يمكن استخدام النسخة المجانية منه أو الدفع مقابل النسخة التجارية ذات القيود الأقل، يمكن استخدامه عن طريق فتح حساب في الشركة مع تنزيل تطبيق خاص به.

Peacefire : مجهولون ينشرون قائمة كبيرة تحتوي على خوادم ويب بعضها مؤمن وبعضها لا، ويتطلب الاتصال الأمن بالخوادم ادخال  HTTPS  في حقل مسار المتصفح، الخوادم المضافة حديثا الى القائمة يتم الاعلان عنها في نشرة بريدية  غالبا ما تكون اسبوعية.